أنذرتك النار يا أمة اللهإليك يا أختي المسلمة ..
إليك أيتها الدرة المكنونة واللؤلؤة المصونة ..
إليك يا مربية الأجيال ومعلمة الرجال ومنشأ الأبطال ..
أبعث هذه الرسالة
قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم ...
قُمت على باب النّار ، فإذا عامَّةُ من دخلها النساء"
وقال :" اطّلعتُ في الجنة فرأيتُ أكثر أهلها الفقراء ، واطّلعتُ في النار فرأيت أكثر أهلها النساء " .
فاحذري – أخيتي – أن تكوني منهن :
يا أمة الله :بيلهن ، فإنهن – ويا لشقائهن – جموعهن غفيرة وأعدادهن غزيرة وذلك لطرق النار الكثيرة وأسباب الوقوع فيها والعذاب بها الوفيرة ، فقد حُفّت بالشهوات ، وزينت بالنزوات ، وأحيطت بالملذات .
فأبوابها مشرعة لكل راغب ، وأسبابها مبذولة لأي طالب ، ودعاتها وخصوصاً في هذا الأوان فهو وقت الفتن وعصر المحن ..
والمعصوم من عصمة مولاه ، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله !!
يا أمة الله :
رب طاعة تستصغر .. تكون عقباها مقاعد الصدق عند المليك المقتدر في جنات ونهر .
ورب معصية تحتقر .. يكون عقابها نار سقر فلا تبقي ولا تذر .
قال رسول الله : " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك ".
فتجنبي – أخيتي – وهج الحريق ..
لا تسلكي تلك الطريق .. التي ختامها جحيم من لا يستفيق !!
فإني من خوفي عليك أن تمتد ألسنة اللهب إليك فتحرق جلدك الناعم وتشوي وجهك الباسم أذكرك بتلك اللحظة المروّعة ... لإبليس في النار .. يعض من فرط الندم أصابعه ... تجري مدامعه .. ومن معه يصطرخوا .. يولولوا .. يتحسروا
ياويحهم .. صراخهم من يسمعه ؟!
عذابهم من يمنعه ؟ !
بكاءهم .. عويلهم .. من يرحمه ؟! من ينفعه ؟!
فُيسألون : ما الخبر ؟! { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } .فأنقذي نفسك من النار فلن يغني عنك من الله أحداً ، ولن تجدي لك من دون الله ملتحداً ، فلا ملجأ ولا منجى ولا ملتجأ من الله إلا إليه
فوالله إني لأخاف عليك
وأنذرتك النار وكأنني أُبصرها ترمي بشرر كالقصر ، كأنه جمالة صفر تريد أن تحتويك وبنارها تصليك .
من خلال ضحكة غجرية مع بائع ضائع
يصيد كالذئاب بخسة الكلاب
يبادلك الابتسام ويستطيل معك الكلام
تكاد عينيه أن تقفز من رأسه ليلتهم ما تبدّى من وجهك المكشوف أو بلبس الشفوف .
ومن خلال يديه التي تنسل من جنبيه لتلامس كفك الظاهر أو شعرك النافر أو صدرك السافر .
بدعوى القياس وتجريب اللباس وأخذ لون البشرة .
وأنذرتك من هذه النار التي حُشرت بالآفات وملئت بالمهلكات وغصت بالطامات المخيفات أن يصيبك طرف من عذابها بسبب قدميك التي تعرَّت أو يديك التي تبدّت ، أو عينيك التي تجلّت ، أو ملبسك الذي يصف البشرة ، ويحدد الجسد ، ويبرز معالم الجسم ، ومواطن الفتن في البدن .
صوني جمالك إن أردت كرامة *** كيلا يصول عليك أدنى ضيغم
حُلَلُ التبرج إن أردت رخيصة *** أما العفاف فدونه سفك الدم
فيا لّلّه : كم في السوق من ملعون وملعونة
يبارزون الله بالذنوب ويعصونه يتواعدون فيلتقون .. يضحكون وينعمون .. يعبثون ويفجرون ..
وبمحارم الله يتلذذون ..
ولم يخافوا أن يخرجوا من رحمته أو يخشوا أن يكتب عليهم الإبعاد والطرد من فضله وعنايته ..
فلا يبالي الله الذي سواهم بمن لا يبالون بمولاهم في أي واد يهيمون ؟
وإلى أي حال يصيرون ؟ وفي أي دار يحشرون ؟!
فمالهم لا يفقهون ؟!
وتباً لهم مما يجرمون !! وسيندمون !!
{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }قال رسول الله :" صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ..... ونساء كاسياتُ عارياتُ ، مميلاتُ مائلاتُ ، رؤوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة ،
لا يدخلن الجنة ولا يجدن ، ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ".
إنِّي كأنّي أرى من لا حياء له *** ولا أمانة وسط الناس عُرياناوأنذرتك النار وكأنني أرمقها وقد أوقد عليها وزيد في لهيبها ، تشكو إلى الله من حرها وتضرع إليه مما يحتويها وتفزع إليه مما يكتنفها فهي تأكل بعضها بعضاً وتزفر على أهلها حنقاً وكرها وبغضاً تكاد تصل إليك عن طريق رفيقة الدرب وصديقة العمر التي تزين لك قبائح الأعمال ، وتجمل في نظرك شنائع الأقوال .
تدلك على الذنوب وتؤزك إلى المعاصي
وتنسيك يوماً يؤخذ فيه بالأعناق والأقدام والنواصي
تقدم لك هدية من نار ، مطرزة بثوب الخزي والعار على طبقة المحبة الكاذبة والمودة الزائفة .
كرقم هاتف لشاب كاذب سارق للأعراض أو شريط ساقط لفكر هابط مرسوم الأهداف معلوم الأغراض أو فليم خبيث لمنهج سخيف أو منظر غير شريف أو عفيف أو صورة خليعة تهيج الغريزة الكامنة ، وتوقظ الفتّنة النائمة ، لتصبح عارمة
وأنذرتك النار أن تلدغك عقاربها وتلسعك حيَّاتها ، لأنك ِ أطلقت العنان للسان ، فأخذ يصول ويجول ..
في مجالس ملطخة ٍ بالسخرية من مسلم أو مسلمة ..
في غيبة مذمومة محطِّمة .. في سبة .. في تمتمة ..
في ضحكة من غافل .. في بسمة من جاهل ..
في كذبة .. في بهتة .. في نمنمة ..
في قصة ممجوجة .. في لعنة .. في همزة في لمزة في ذمة محرمة ..
في سقطة من لفظة ، وهفوة من لسان ، وزلة في حديث في حق من لا يعمله .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ))
إذا رُمت أن تحيا سليماً من الرَّدى *** ودينك موفور وعرضك صيّن ُ
فلا ينطق منك اللِّسان بسوأة ٍ *** فكلُّلك سوءات وللناس ألسُنُ
وعيناك إن أبدت إليك معائباً *** فدعها ، وقل يا عين للناس أعينوأنذرتك النار لعفنها ونتنها و زهمها أن تدركك خباثة ما فيها لزخة من عطر ، سكبت فوق النحر
قال رسول الله :"
أيُّما امرأة استعطرتْ ثم خرجت ، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ٌ، وكل عين زانية" . صحيح الجامع
وقال لمن خرجت إلى المسجد للصلاة وليس للسوق أو أماكن الخنى والمآرب الأخرى ؟!! : " أيُّما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ، لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل ً". صحيح الجامع
فيا أمة الله
: أما آن أوان الاستفاقة ؟!
أو ما قد حان زمان الانطلاقة ؟!
مركب الإيمان بالرحمن ... يا أختاه ...
أو ما تخشين أن ينسى سباقه ؟! مع رفاقه ؟!
وشعاع النور بالطاعة .. هذا وقته
فهل تعلني للكون انبثاقه ؟! وانعتاقه ؟!
فعذاب الله – يا أمة الله –ليس في وسعك احتماله ولا لك عليه طاقة !!
حفظ الله من سترت نفسها وأطاعات ربها فى زمن
كثرت فيه الفتن وأزدادت فيه الشبهات
ونسأل الله أن يهدى بنات ونساء المسلمين جميعا
وأن يشرح صدورهن للتمسك بالحجاب الذى هو تاج راسها
أختكم فى الله
أمـــــ الله ــــــة